منتدى على ناصف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى على ناصف

ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
منتدى على ناصف يرحب بكم

 

 الفساد و المفسدين ...!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 74
تاريخ التسجيل : 29/04/2011

الفساد و المفسدين ...!!! Empty
مُساهمةموضوع: الفساد و المفسدين ...!!!   الفساد و المفسدين ...!!! Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 7:07 pm

الفساد والمفسدين..!!
بقلم: على جمال الدين ناصف

كانت من أسباب ثورة 25 يناير العظيمة وإنطلاقتها من الشعب المصرى بجميع أطيافه يطالبون بسقوط النظام ورموز الفساد فى الوطن، ومن وقتها ولم يهدأ لأحد بال فى النداء بسقوط ومحاربة الفساد، ولعل الفساد لا ينشأ من تلقاء نفسه، إذ يوجد حيثما وجد المفسدين ، فالفساد بطبيعته مجموعة من الظروف البيئية غير السوية التى تسهم فى نمو المفسدين والفاسدين، فحينما تغيب الرقابة عن الأداء يكثر الفاسدون، وحينما توكل الرقابة للفاسدين تزداد سطوة المفسدون، ويصبحون هم من يتبنى تأصيل وتنظيم وقيادة الفساد وإتساع رقعته. والفاسدون قد يكونوا أقل ضررا من المفسدين لأنهم مرضى قد لا يؤذون الناس إلا حينما يلتصقون بهم، أما وهم بعيدون فلا يؤذون إلا أنفسهم لأن أخلاقهم تدمرهم وحدهم، ولا يتضرر بهلاكهم إلا من يمتون إليهم بالقرابة، وهنا نجد أن الفاسد بحاجة إلى العلاج أو العزل عن المجتمع، أما المفسد فهو بحاجة إلى بتر نهائى، ومن الجدير بالذكر بأن الفاسد مكشوف لأن سلوكه الغير سوى والسئ ظاهر للجميع، بينما المفسدون فقد جمعوا بين الفساد والإفساد، وهؤلاء هم الخطر الذى يأتى على الاخضر واليابس، والذى لا بد من مقاومته بكل الوسائل، فهم سرطان التنمية، لأنهم لا يكتفون بالعيش فى الفساد ولكنهم ينقلون فسادهم إلى كل مكان يتواجدون فيه ويوظفون كل أسلحتهم وإمكانياتهم لتجنيد الضعفاء للترويج لهم ومساندتهم، المفسدون فى الأرض لا يحبون الفساد لذاته، ولا يقتنعون بحياتهم فيه والاستمتاع بعفونته، بل إنهم يتنفسونه ويزفرون أنفاسهم المسمومه به فى أوساط الناس لتدمير المجتمع بكل ما فيه من منجزات، فتراهم يتلونون بلون الموقف ويغيرون جلودهم حسب البيئة التى يتواجدون فيها.

إن الفساد قد إستطاعت البيروقراطية أن تبقى عليه نهجا ومذهبا بل وأصبح نمطا معيشيا نحيا فيه، لأنه حين يعم الفساد لا يعود بوسع أحد التحدث عنه أو الإعتراض عليه، طالما أن دائرته اتسعت فشملت شبكة واسعة من مصلحتها غض النظر أو السكوت عما يدور، إذ يلجأ المفسدون إلى إشاعة نهجهم الخاص على أوسع نطاق ممكن بين ضعاف النفوس، بحيث لا يعود بوسع أى أحد الأعتراض أو الاحتجاج ضده، إعمالا بالقاعدة القائلة – أنه إذا اراد الفاسد حماية نفسه فإن عليه أن يفسد سواه أيضا - فما أن يعم الفساد ويتورط فيه الكل حتى تتكون آليه تضامنية تلقائية بين المفسدين ويتستر فيها الكل على الكل، فلا ترى بعدها من هم عناصر الفساد أو الفساد نفسه.

ومن الجدير بالذكر أن الفساد أصبح من أقوى مؤسسة إن جاز لى أن أعبر عنه بمؤسسة الفساد، لقد وصل لكافة المجالات والنواحى فى المجتمع لدرجة يطلق عليه ما يعرف بالفساد المتبجح لوضوحة وضوح الشمس، هذا لأن فساد الفاسد لا يقتصر على ذاته أو من هم فى دائرته، إنه فاسد مجهز دوماً ليكون على استعداد أن يتحالف مع الشيطان ليدمر من يسعى إلى النيل منه ومن إمبراطورية فساده.

أما الفاسد بالرغم كونه لص يعرف كيف يجعل من الآخرين الشرفاء لصوصا فى أحاديثه وحتى ولو بالتزوير على الورق الرسمى، ويظهر فى لباس الوطنية والشرف والمسئولية، خاصة بعدما يوظف جوقة من الفاسدين الذين يرضعون من ثديي فساده، فيصبح حينها أشرف الشرفاء، ولا مانع لديه من أن يحاول من خلال امتيازاته وسلطاته أن يشترى كل ما هب ودب ليعملوا رصيداً يضخ فى صالحه ولا مانع لديه أن يشترى مستلزمات التدين وأن يطبع على جبهته ختماً، يبدو بمظهر أهل الدين، حتى لا يتم التعرف عليه عندما نقرر محاربة هذا الفاسد الأفاق.

هذا وعندما تأتى بوادر التغيير تحدث حالة من الفزع والهلع بين صفوف الفاسدين والمفسدين ويعدون العدة ليسرعوا بالهرب، أو إتباع الوسائل الملتوية بحيث أن تكون أصواتهم هي أعلى الأصوات المطالبة بالتغيير رغم أن صورهم وقصصهم معروفة وواضحة ومستقرة فى مخيلة ووجدان كل مواطن فلم يعودوا أشباحا، وإن الحرب عليهم ليست بالسهلة أو الهينة كما يظن البعض، أن المعركة على الفساد تحتاج بتضحيات وفهم ونعلم أنهم ليسوا شخصيات وهمية أو خرافية أنهم يعيشون بيننا، ويمتلكون لساناً أفصح من ألسنتنا، ولديهم لغة مقنعة وبإمكانهم تخريب بلدا بكاملها، ومن ثم مطلوب من كل مسئول فى موقع عمله أن يكون على قدر من الوعى والفهم والادراك لطبيعة الفساد والمفسدين، ربما يأتى حين وتنجح محاولتنا للقضاء على هذا اللعين المسمى بالفساد والمفسدين.

بقلم: على جمال الدين ناصف

alynassef@yahoo.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alynassef.yoo7.com
 
الفساد و المفسدين ...!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى على ناصف :: مقالات-
انتقل الى: