منتدى على ناصف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى على ناصف

ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
منتدى على ناصف يرحب بكم

 

 بناء العلم و الخلق داخل الكليات الجامعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 74
تاريخ التسجيل : 29/04/2011

بناء العلم و الخلق داخل الكليات الجامعية  Empty
مُساهمةموضوع: بناء العلم و الخلق داخل الكليات الجامعية    بناء العلم و الخلق داخل الكليات الجامعية  Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 7:13 pm

على جمال الدين ناصف يكتب: بناء العلم والخلق داخل الكليات الجامعية


يتبدى لى أن الكلية الجامعية لها وظيفتان: وظيفة علمية ووظيفة خلقية، وكلتا الوظيفتين مرتبطان ببعضهما، فالضعف العلمى يتبعه ضعف خلقى والعكس بالعكس، كما أحسب أن وظيفة الكلية الجامعية تختلف من الناحية العلمية عن المدارس الابتدائى والإعدادى والثانوى، حيث فيها توجه العناية إلى وسائل التعليم، وكمية من العلم الثابت صحته، أما فى الكلية الجامعية فيكون فيها وسائل التعليم ثانوية، ويكون القصد الأول فيها إلى البحث العلمى، ووضع القضايا العلمية، والأدبية موضع البحث والنظر، ولا يمكن أن أتصور مثلا أن هناك مدرسة من غير طلبة، لكن أجد عندى استعداد أن أتصور أن يكون هناك مثلا كلية من غير طلبة، وذلك لعكوف فريق من العلماء ومساعديهم يبحثون وينقبون، بل ولو كان هناك طلبة فالجانب الأهم لا يقضى بين الفصول، ولكنه يقضى فى مكاتب الأساتذة والمكاتب العامة والمكتبات والمعامل.

ومن الجدير بالذكر أن قديما قالوا: "العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك"، وهذا ما ينطبق على التعليم والبحث الجامعى.

ومن الجدير أيضا الإشارة إليه أن أستاذية الجامعة تتبدى أمامى وأتصورها من نوع الرهبنة، فكما ينقطع الراهب للعبادة فى دير، ينقطع الأستاذ للعلم وخدمته، فإن كان الراهب يعبد الله عن طريق الصوم والصلاة، فالأستاذ يعبده عن طريق العلم بجانب التكليفات الأخرى، فإن شغل الراهب بالمال و طرق تحصيله وحب الشهرة والرياسة والجاه فهو راهب فسد، كذلك الأستاذ الجامعى العالم إذا شغلته العلاوات والمناصب وحب الشهرة والرياسة والجاه فهوعالم فسد، ولكن فى المقابل يجب على الدول والحكومات أن توفر له وسائل راحته الضرورية التى تتناسب مع تفرغه للعلم وتضحيته للذائذ الحياة من أجل العلم، فإن ضل بعد ذلك عن منهجه العلمى فاللوم كل اللوم عليه، وبذلك يكون العالم قد وطن نفسه على خدمة العلم وخدمة بلده من طريق العلم، وخدمة الإنسانية من طريق العلم، لا غرض له بعد عبادة ربه فى الحياة إلا خدمة العلم، فيصبح العلم مثله الأعلى، والعلم يصير لذته العظمى، فيشغل به أكبر جزء فى مخه، فى أكله وشربه وراحته ورياضته، وأحيانا فى نومه، فيشعر بأنه لا يخفف آلام الإنسانية إلا الإخلاص فى الفكر، والإخلاص للعلم، ومواجهة الحقائق كما تبدو أمامه، كائنة ما كانت ولو خالف الناس جميعا.

من أجل هذا كله تتطلب حياته الاستقلال التام، بل إن الاستقلال له ألزم من الاستقلال السياسى، لأن العلم لا يمكن أن ينهض إلا إذا كان حرا، والعالم لا يعد عالما إلا إذا عشق الحق، سواء كان ما اعتقده حقيقة يرضى بها الحكومة أو لا يرضيها، يرضى بها السياسة والساسة أو لا يرضيهما، يرضى الآراء الشائعة أو لا يرضيها، فإن كانت السياسة تعترف بأن من وسائلها المشروعة تقريب وجهات النظر، فالعلم لا يعرف ذلك، فلا يبيع رأيه بمال ولا بجاه ولا بمنصب بل ولا بالدنيا كلها ولا بحياته، فهناك الكثير والكثير من ضحوا بحياتهم من أجل نظرياتهم العلمية.

وأحسب أن هذا ما يجب أن يكون عليه الأستاذ الجامعى، فإن انحرف عن هذا لم يكن أستاذا بحتا، بل كان أستاذا وتاجرا، وكل ما فى الأمر أنه تاجر بعلمه فى غير متجر، وإنى لا أنكر أن هذه النماذج كثيرة وموجودة فعلا ولكن لم نهيئ لها المكانة اللائقة، فإن ظفرنا بها فى بيئة جامعية ضمنا نجاحها، فسيصبح ذلك منارا يهتدى به المدرسون والطلاب فى الظلمات، ويكون نموذجا حيا للتضحية، ومثلا حيا فى سمو الخلق، ويعطى مثلا حيا لغلبة المعنويات على الماديات، وبالتالى يكون خيرا على العلم و الخلق.

كما أن هناك عاملا آخر فى البناء الخلقى فى الكليات الجامعية يتم العمل على تحقيقه من خلال الجامعة ككل، متمثل فى رئيس الجامعة وإدارتها ومجالس كليتها وعميدها وإدارتها، فيجب أن تكون متمشسية مع الأستاذ فى الاستقلال التام، لا تخدم إلا شيئين هما العلم والخلق، ليس لها أن تخدم حزبا سياسيا، ولا تخدم رغبة وزير، بل تخدم العلم كعلم عالمى ليس له موطن، وتخدم الخلق الإنسانى ولو على مستوى الدولة لتضع نفسها مركز النجم الساطع فى السماء يسترشد به السارى، مهما كان، مؤمنا أم كافرا، أسود أم أبيض، فتكون موضع التقديس من كل الأحزاب وموضع الإكبار من كل الهيئات، وتبقى حرة فى معالجة مسائلها، حرة فى وضع برامجها، حرة فى تصريف مالها فى حدود ميزانيتها، كما أنها تصبح حرة فى معالجة مشكلاتها كما ترى، وقد تخطئ فى ذلك، ولكنها تتعلم من الخطأ كما تتعلم من الصواب وبذلك تنمو من الداخل لا تنمو من الخارج، فإن الكلية الجامعية إن فعلت ذلك، كانت مثلا للطلاب يحتذى به فى تصرفاتهم، فنجدهم يخجلون أن يتحزبوا إن كان كل الجو حولهم داخل كلياتهم لا يتحزب، إنهم يعودون إلى آبائهم الروحيين إذا لعبت بهم الأهواء . إنهم يضبطون بأعمال أساتذتهم أخلاقهم، وبجانب الأستاذ الجامعى وهيئة التدريس والإدارة الجامعية، فإن هناك عاملا آخر من عوامل الخلق الجامعى و هو تكوين رأى عام بين الطلبة يشعر بالواجب و يقدر المسئولية ، وليس بخفى عن أحد أن معظم هنات أو زلات الطلبة ترجع إلى فقدان هذا العامل الهام ، فلو كان هناك رأيا عاما يحتقر الطالب إذا كذب و يحتقر الهازل و يحتقر الطالب الذى تلفظ بألفاظ نابيه ، فما أعظم الإصلاح المرجو من وراء ذلك . فإن ساد رأى عام داخل الكلية الجامعية يحتقر كل من يقبل على هذه السلوكيات و اكتفينا بالقانون فى المحاسبة فلا أمل فى النجاح . هذا بالإضافة إلى الإكثار من اجتماع الطلاب بمناسبات مختلفة يتعرضون فيها للخطأ، و يهيى الرأى العام فيها للنقد على هذا الخطأ ، و بالتالى يتبلور الرأى العام و يأخذ سبيله فى سلطانه على النفوس فيتكون قضاة منهم يحكمون على زلاتهم الامر الذى سيؤدى فى النهاية أن يسود الطلاب الشعور بالشرف و الندم على الهفوات إلى تصدر عنهم و يكون بذلك قد تكون للكلية الجامعية تقاليد أسست على قانون الشرف ، يخشى كل طالب أو طالبه كسرها كما يخشى من ارتكاب جريمة السرقة أو الخيانة ، و نكون بذلك قد بث الروح بين الطلاب بشدة ارتباطهم بكليتهم ، فيفتخرون بأستاذهم الشهير بعلمه و مؤلفاته ، و يتأبهون و يفتخرون بالنابغة فى كلياتهم من أساتذتهم و طلبتهم ، و يستهجنون أعمال الخسة والنذالة والسلوك الوضيع، ويشعر كل طالب بأنه جزء من الكل ، فيعتز بعزة الكل و يهون بهوانهم . و بالتالى فإن أستاذا صالحا يقوم مقام المنارة فى الكلية , و هيئة تدريس صالحه من الأساتذة و الإدارة ، و أن يسود رأى عام بين الطلاب له سلطان على نفوسهم ، هذا ما يجب أن نسعى إليه لبناء العلم ولخلق الجامعى داخل كلياتنا الجامعية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alynassef.yoo7.com
 
بناء العلم و الخلق داخل الكليات الجامعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعلم طريقة تغير قيم الريموت داخل السوفت وير للرسيفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى على ناصف :: مقالات-
انتقل الى: