منتدى على ناصف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى على ناصف

ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله و أخو الجهالة فى الشقاوة
منتدى على ناصف يرحب بكم

 

 الصراع بين السلطة و الوطن ...!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 74
تاريخ التسجيل : 29/04/2011

الصراع بين السلطة و الوطن ...!!! Empty
مُساهمةموضوع: الصراع بين السلطة و الوطن ...!!!   الصراع بين السلطة و الوطن ...!!! Icon_minitimeالجمعة أبريل 29, 2011 6:31 pm



الصراع بين السلطة و الوطن ... !!!
بقلم : علي جمال الدين ناصف

يتبدى لى أن هناك صراعا قائما بين السلطة و الوطن ، و يبدو ذلك وضوحا فى عالمنا العربى ، وحيث وصل إلى حد أن السلطة تحل محل الوطن ، فنرى نضال بعض النخب و الأحزاب ليس من أجل الوطن ، بل يأخذ مأخذا آخرا و هو من أجل السلطة نفسها ، و يصبح هدفهم السامى هو الوصول إلى السلطة ، كما يتبين أن ما يبذل من الجهد فى الغالب للحفاظ على السلطة فى يد من يحكم .

فمنذ أن عم الإستقلال فى العالم العربى و نحن نشهد صراعا على السلطة ، و قد يأخذ أحيانا صراعا دمويا غير ديموقراطى عبر الانقلابات و عبر حروب أهلية أو إنتخابات شكلية لا علاقة لها بالديموقراطية ، و من المستغرب أن هذا جميعه يتم بإسم الوطن و المصلحة الوطنية أو بإسم الدين ، و تجد من يتمسك بالسلطة يستقوى فى حقيقة الأمر بالاجهزة الأمنية و الجيش ، كما نرى من يتطلعون إلى السلطة عبر العنف السياسى أو الجهادى ، و فى أغلب الاحوال نجد أن من يتطلعون للسلطة يناضلون من أجل الوصول اليها كهدف فى حد ذاته ، و لقد لمسنا خلال العقود الماضية أن كل من يصل إلى السلطة ينسى كل شعاراته الكبيرة عن الوطن و الوطنية .

إن الوطن هو ركن أساسى من أركان الوجود الإنسانى الفردى و المجتمعى ، و أن غياب الوطن تغيب معه مقومات كثيرة و هامة تهم الفرد و المجتمع ، و بحضوره تحضر تلك المقومات و تدعم الوجود الفردى و المجتمعى ، و هنا يثور تساؤل يفرضه علينا السياق فى الموضوع و هو ... هل يمكن أن يغيب الوطن ؟؟؟ و هل يمكن أن يحضر و يتجسد ماديا و معنويا بهذا الحضور ؟؟.

بالتأكيد ستكون الإجابة بنعم .. حيث يمكن أن يتلاشى الوطن ، و مع هذا التغيب و الغياب ، تغيب حقوق فردية و جمعية لا حصر لها ، و لكن كيف يمكن أن يتلاشى الوطن ؟؟؟ . لعل بإستقراء التاريخ نجد الإجابة الصحيحة و الدامغة عما نسأل ، إذ نرى أن سجل التاريخ و من التجارب العديدة تكشف لنا عن أنه أحيانا تختصر الأوطان فى أشخاص الحكام ، فيتحول الحاكم إلى وطن ، أى بمعنى آخر و أصح يغيب الوطن و يتلاشى فى شخص القائد السياسى الحاكم سواء كان فردا أو حزبا أو كتلة سياسية معينة ، و بهذا الغياب و التلاشى تغيب الحقوق المدنية للشعب و تتلاشى رويدا لتصبح فى خدمة الحاكم حصرا . ولعل ذلك يمكن إيضاحه من خلال واقع ملموس ، و نرى كيف تم الشطب على الوطن و ألهت الحاكم فصار بديلا للوطن ، حتى و إن كان سفاحا و هاضما لحقوق الجميع سواء أفرادا أو جماعات . ولعل من أقرب الامثلة الدالة على ذلك ما قال به أخيرا الرئيس الفنزويلى المثير للجدل " هوغو تشافيز " إذ قال " أنا الشعب " مطالبا " بالولاء المطلق " لقيادته و مؤكدا أنه يجسد قلب و روح الشعب الفنزويلى .. هذا و قد قال تشافيز أيضا " أريد ولاء مطلقا لقيادتى " و أضاف أيضا " لست فردا واحدا ، أنا الشعب " .. و هنا نتساءل لماذا يصادر الحكام أوطانهم ؟؟

إن طبيعة التكوين البشرى قد تجيب على هذا السؤال - فللسلطة سحر يبدو غامضا لم يكشف سره بعد ، و هذا ما نكشفه عن بعض الأفراد الصالحين المتوازنين و المؤمنين ، عندما نراهم خارج نطاق السلطة نجدهم محتفظين بصفاتهم و سماتهم الإنسانية الإيجابية و الراقية ، بينما عندما يمتحنوا بالسلطة و الكرسى و الجاه و المنصب ، نراهم ينحدرون شيئاً فشيئاً نحو التعالى و التكبر و تعظيم الذات و تضخيمها و التمسك بالسلطة تحت العديد من المبررات ، مستخدمين فى ذلك كل الوسائل المتاحه سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة و حتى لو جاء ذلك على حساب حقوق الملايين من البشر .

هنا نجد أن الوطن قد اندمج بشخصية الحاكم لدرجة التلاشى ، فى الوقت الذى يجب أن يتلاشى الحاكم فى وطنه بإعتبار أنه فردا ينتمى لهذا الوطن مثله مثل سائر أفراد الوطن ، الأمر الذى يصادر فيه الوطن بشخصية الحاكم ، ليصبح الحاكم وطنا لشعبه و تبدأ هنا سلسلة المآسى و التداعيات التى غالبا ما تكون من نصيب الفقراء و الضعفاء على وجه التحديد ، وقتئذ سوف لا يجد هؤلاء وطنا يحترم حقوقهم و يحقق لهم أبسط مقومات المواطنة ، ليتبدى الغياب الكلى للعدالة و المساواة و التعامل المختل فى جميع جوانب الحياة ، فلا وجود للحقوق المدنية أو السياسية ، و بالتالى ليس هناك ثمة حق فى التعبير أو الأدلاء بالرأى ، ولا وجود لتعليم جيد و كذلك لا تتوفر الموارد المناسبة التى تكفى العيش الكريم للفرد ، و هكذا تتلاشى هذه الحقوق مع تلاشى و تغيب الوطن قسريا فى شخص الحاكم الذى يصبح إعتقاده يقيناً و إيمانه الراسخ بأنه أصبح المصدر الأول و الأخير لدوام حياة الشعب .

و من هنا نجد أن عالمنا العربى حيث لا يوجد تداول على السلطة إلا ضمن نطاق محدود و ضيق ، و ان النخب الحاكمة تستمر لعقود و عندها يحدث حالة من الإقتران بين السلطة و الثروة ، و لكى تحمى السلطة المقترنة بالثروة نفسها ، فإنها تلجأ لإفساد كبار الأجهزة التى تستقوى بها و كذلك قادة الرأى العام من قادة أحزاب و مؤسسات مجتمع مدنى و رؤساء تحرير كبار الصحف و أهمها ، و رجال الدين .. الخ ، و هى بذلك كما لو كانت تسعى لإنتاج نخب جديدة مستفيدة من السلطة القائمة لحمايتها ، و فى غالب الأحيان تكون نخب عائلية أو طائفية ، و تصير علاقة تلازمية متبالة ما بين الطرفين ، و بالتالى يصبح هدف السلطة و النخب التابعه ليس مصلحة الوطن بل الحفاظ على السلطة التى تضمن لها الحفاظ على مصالحها ، لذا فإن مهمة الشعوب تكمن فى التصدى للحكام الذين يهدفون إلى مصادرة أوطانهم ، و لا يتم هذا إلا بالوعى السليم و نشره بين عموم الناس و العمل المبرمج على إشاعة تداول السلطة سلميا و إبتعاد الأفراد و الأحزاب عن مسخ شخصية الوطن لصالح الفرد أو الحزب الحاكم .

alynassef@yahoo.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alynassef.yoo7.com
 
الصراع بين السلطة و الوطن ...!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى على ناصف :: مقالات-
انتقل الى: