على جمال الدين ناصف
يكتب : دعوة لاختيار
القيادات فى الوظائف العامة بالانتخاب ؟؟؟ <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">
لقد نتج عن ثورة 25
يناير دعوات و أفكار و جدليات كانت و لا تزال محل اشكاليات فى التعاطى و التعامل
معها ، و لعل السبب المباشر وراء ذلك هو
التعطش الى النظام الديموقراطى السليم الذى يعيش فيه الشعب و يرى فيه العدل و
يتقلص فيه الفساد الى أدنى حد حتى ينقرض نهائيا مثلما أنقرضت الديناصورات ، ولكن ما أن اسمع من إطلاقات و تعبيرات لا
تخيفنى بقدر ما أرى البعض يتمسك بها و كأنها من الجواهر المفقودة و التى سوف
تدفعنا الى الطريق السليم ، فقد خرج فريق
من العاملين بالقطاعات الادارية بالدولة تدعو الى إبعاد فلان و تنصيب فلان و أنجرف
البعض وراء هذه الدعوات ، لكنى عندما أطرح
الموضوع للمناقشة سوف أستهل الامر بما قال به حكيم الصين المشهور كنفوشيوس : فقد سئل عن رأية فى رجل يحبه كل أهل القرية ،
فقال هذا لا يكفى للحكم عليه ، فسئل عن
رأيه فى شخص آخر يكرهه كل أهل القرية ، فقال و هذا أيضا لا يكفى للحكم عليه ، ثم استطرد قائلا : الرجل الخير يحبه الاخيار من
أهل القرية و يكرهوه الاشرار ، و كذلك الرجل الشرير من أهل القريبه يحبونه الاشرار
و يكرهوه الأخيار ... و لعل القصد هنا واضح جدا و لا جدال فيه بأن المرء يحب من هو
على شاكلته و على صورته ... و لعل الشاعر العظيم إيليا أبو ماضى صورها فى شعره
عندما قال : و الذى نفسه بغير جمالا لا يرى فى الوجود شئ جميلا ، فالانسان يرى الدنيا بمرآة نفسه و يستشعر فيها
ما يروق لنفسه و بحكمه و بما يعتقده ، فهناك اختلافات و فروق فردية قائمة بين
البشر لا حصر لها و تختلف سمات الشخصية من فرد لآخر مثلما تختلف بصامات الانامل
، و لعل هذا ما يجعل البعض يتصور أنه
غالبا على حق فيما يقول و أن رؤيته هى الصائبة و دعواه هى الافضل و لولا ذلك
الاختلاف بين البشر لوجدنا أنهم جميعا اتحدوا فى مطالبهم و رؤيتهم ... و لو تأملنا
الاوضاع من وجهة نظر الدهماء من الناس و العوام ،
فالننظر ترجمة الحرية لكل فرد و كيف تعامل معها ... دعونى ادعوكم إلى احدى
شوارع مدينة بورسعيد الطولية أو العرضية و تروا معى الحرية بعينها فى تصرفات الناس
و الباعة الجائلين ، فقد وجد البائع
الجائل من وجهة نظرة أنه يفترش هذا المكان دون مراعاة ما يسببه ذلك للاخرين و ما يضر
به الغير و لو شئت أن تتحدث اليه فسوف تجد منه دفاعا مستميتا وراء تصرفاته و أنها
حقا له و ليس لغيره أن يوجه له أى إنتقاض لانه بحاجة الى أكل العيش كما سوف يمطرك
بالوعظ و الحجة و التى لا تجد معها الا أن تسلم له بما يقول حتى تريح رأسك و عقلك
..!! إذهب لشراء صنف من الاصناف و حاول أن تطلب أفضل ماهو موجود و بالسعر الذى
يريده البائع لن تجد ما تطلب و ستدفع ما يطلب ..!! و إذهب لقضاء عمل خاص بك فى أى
مصلحه ربما تصدف أن تلتقى بشخص مخلص محترم يتبرع لك بتقديم التحية و الترحاب بك و
ينوب عنك فى قضاء مطلبك و هذا محتمل و
وارد جدا و يمكن أن يقدم لك تحية و يستضيفك بمكتبه حتى ينهى أمرك طالبا منك الرضى
عما قدمه اليهك بدون وساطه و خلافه .. ، فأنت سوف تخرج من أمام هذا الشخص و انت تروى
حكايته أمام الناس جميعا و تقص عليهم كيف لك أن التقيت بهذا النموذج الانسانى
، و ربما عندما تحكى للغير فسوف يوجه لك
سؤال متوقع و هو أنت ما أعطيت له أى حاجة
.. فتكون إجابتك لا .. سوف ترى مدى السخرية ممن سألك .. ستجده يقول لك أنك
ما فهمتش هو عمل كدة ليه .. كان عايز حاجه ..!! هذه نظرتنا و هذه ثقافات سائدة بين
الناس .. لقد حدث معى فى سنترال بورسعيد و كنت قد ارسلت تلغرافا لوزير التعليم
العالى عبر التليفون على خدمة 124 و كنت بحاجة إلى ما يفيد ارسال التلغراف، و رغم أننى بالتليفون ارسلت تلغرافى من بورسعيد
الى القاهرة و طلب منى ان احضر بعد تسلم التلغراف الى ميدان رمسيس و برقم البرقية
كى اتسلمها من القاهرة .. فإذا بى اذهب
إلى سنترال بورسعيد و اطلب حصولى على ما يفيد ارسالى لوزير التعليم العالى تليغراف
.. فقالوا لى أطلع الدور الرابع و كان المصعد الكهربى معطل فى المبنى فى ذاك الوقت
، فقصدت مكتب الامن فى الدرو الارضى و
طلبت ان اتحدث إلى المسئول و دار بينى و بينه من خلال التليفون الداخلى الحوار عما
اطلبه فطلب منى الانتظار حتى يقوم بعمل الاتصالات مع القاهرة و بعدها نزل إلينا فى
الدور الارضى و إذا بى أرى رجل ذو لحية بسيطة منظره يدل على خلقه الجم و طلب منى
بطاقتى و أن أملء إستمارة و قام عنى بسداد مبلغ بسيطة فى الخزينه و احضر لى الباقى
و الايصال و طلب منى رقم تليفونى و قال سوف اتصل بك و فعلا فى اليوم الثانى اتصل بى و
قال لى البيان المطلوب و الخاص بى موجود لدى مكتب الاتصال بالدور الارضى فى المبنى
وشكرته و ذهبت وجدت ترحاب من العاملين و
قدموا لى المطلوب ، و سألت عن الشخص الذى
قام بعمل هذا كله ، أخطرتنى الموظفه بأنه اتصل اليوم من بيته وقال انه مريض و لم
يحضر و طلبت منها رقم التليفون الخاص به و عند عودتى الى منزلى طلبته و جرى معى و
معه حديث لن انساه و انا اسعى من جانبى كى اكتشف هل هو بحاجة الى شئ مما قام به
خارج نطاق عملة فإكتشفت انه رجل يعرف الله حق معرفة و أنه معتاد على ذلك و يفرح
بخدمة الناس و يتواصل مع الناس بالدعاء الطيب له و انه ينفق من جيبه فى سبيل ذلك
ولا يقبل بأى حال من الاحوال اى مقابل حتى لو كان كوب شاى .. فهل هذه النماذج كثيرة بيننا ... هؤلاء من
يحق لهم أن يختاروا القيادات و يكونوا صادقين فيمن يختارونهم .. ليس المترتشين و
المتسيبين و الضلاليه و الفاسدين هم الذين يختارون القيادات فسوف يأتون لنا
بأمثالهم و بأسوء حالا منهم و سوف يعملوا على ارضائهم حتى تضيع الدنيا و من عليها
.. فالاولى بنا ان نتعلم كيف نتقى الله فى أعمالنا و نكون نماذج بشرية صالحه
لنطمئن و نعطى لكم حرية الاختيار بين القيادات . لا تمارس البلطجة الوظيفيه و يسود
عالم الفساد و إلى ان نقضى على الفساد و المفسدين يبقى لنا أن نتعلم كيف نخلص فى
أعمالنا و كيف نتقى الله فيما نحصل عليه و كيف نحترم المواعيد و نضع الجهد المطلوب
بالشكل المطلوب و الجودة المطلوبة .. ليت
البعض يذهب إلى قطاع خدمى من القطاعات و عليه أن يدخل مكتب فى الصباح و يشاهد معى
كم الاطعمه التى وضعت و افترشت بها المكاتب و كم الحكايات التى تروى ممن حضروا
للتو للعمل و كم من الوقت المستغرف فى النميمه و الذم و كم من المشاكل التى تحصل
حول دفترة الحضور و الانصراف ، و كم كلمة
اشمعنا قيلت امامك ،، و كم نهر طالب خدمة لانه جاء فى بداية موعد العمل و يطلب
قضاء خدمته قبل ما السادة تفطر و تشرب الشاى و تخلص الكلام و تقرأ الجريدة ثم يقوم
لينوى العمل و يبدأ يفكر كيف سوف ينصرف اليوم قبل الاخرين و ما هى الحجة التى سوف
يخرج من أجلها ... أعطيهم ما شئت من أجور و مزايا سوف يفرحون ويبقون كما هم
بحالتهم المزرية و التى لا يمكن أن تمهد لجودة العمل ولا لتطوير الخدمة ، إنما سوف تسمع كلام من هؤلاء عن الشرف فى العمل
و الامانة و الكفاح و الحلال و الحرام و تبقى مقوله كلنا عندما نتكلم نضحى اصحاب
مبادئ ، و عندما نعمل نصبح أصحاب مصالح
، و للحديث بقية لنرى كيف نطالب بإختيار
القيادات قبل أن نختار من انفسنا ما يصلح أن نعمله و نقوم بفعله و نضبط أنفسنا قبل
أن نطلب الاخرين بضبط النفس و أن نتقى الله فى أعمالنا و برقيب آخر لا نراه فقد
تضع المرآة لترى شكلك الخارجى ، و قد تقوم بعمل اشعة ( ايكو ) لترى ما بداخلك و
تتعرف عما به ، ولكن هناك مرآة لا يراها أحد و لا يعرفها احد الا انت و هى مرآت
الضمير الذى تره به ما تفعله وعندما تصبح هذه المرآة فى مستوى نظرك و ترها و تعمل
بما يجب ان يكون سوف أكون معك لننادى بهيا بنا نختار قياداتنا ... <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
text-kashida:0%">
الجمعة يونيو 10, 2011 11:13 am