على جمال الدين ناصف يكتب : إلى جنة الخلد يا أخى توفيق صوابى

Admin عدد المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 29/04/2011

على جمال الدين ناصف

يكتب
:



إلى
جنة الخلد يا أخى توفيق صوابى



 لقد
أبت علىّ نفسى أن تكتب اليوم.. فعندما أردت أن اكتب مقالا مما أكتبه و أعتدت أن
اكتبه ، فلم يطاوعنى قلمى و قد غالبنى دمعى فيما فجعت به هذه الأيام بموت صديق من
أوفى الاصدقاء هو توفيق حنفى صوابى وكيل وزارة بالتعليم العالى ، فبخبر وفاته فقدت
كل شئ وأصبحت لا أملك حتى توازنى مما ألم بى بفقد هذا العزيز ، و قد خال لى أنه قد
استعجل الموت ، فإستجيب له لما أعرفه عنه من صلة طيبة بربه .



 كان
سرى النفس نبيل الخلق ، طيب العنصر ، يغبطه كل من عرفه على ما وهب من خلال و خصال
، و ما تهيأ له من وسائل الرفاهية و أسباب
النعيم ، و ما دروا أن الأمر فى السعادة و
الشقاء إلى ما فى داخل النفس لا ما فى خارجها ،
و أن نفوساً قد تشقى فى النعيم ، و نفوساً قد تسعد فى الشقاء .




لقد جزعت لموته و استكنت للعبرة . وفقدت بفقده السلطان على دمعى و قلبى ، فرحمة
الله و رحمنى ، فكان خير صديق و خير صاحب
، لم تسمع أذنى منه ذما فى أحد حتى إن
أساء اليه ، بموتك إنعقد لسانى ، و تخلف ذهنى ،
وفاض دمعى . فكيف أستطيع عزاءك و
كيف و أنا لا أستطعت أن أعزى نفسى ، أو كيف أستطيع أن أخفف ما بى و ما استطعت أن أخفف حزنى ؟



 عدت
بعد وداعك لمسواك الاخير لأسأل نفسى ... ما لى أجزع مما لا بد منه ، و ما الهلع مما قدر ، و أنا أعرف تماما مقدار الحياة و هوانها ؟ أفليست إلا مسرحا تمثل عليه أدوار مختلفة ، مرة مهزلة ،
و مرة مأساة ، و نحن فى حين ممثلون ،
و فى حين ناظرون . و ليس لنا أن نبالغ
فى الألم ، و نغلو فى الجزع ، فقد يكون
لذلك وجه من الحق لو ذهب من ذهب أبداً ، و
عشنا بعده أبداً ، و إنما الأمر دور يعقب
دوراً، و إنا لله و إنا إليه راجعون .